دع ذكــــر مــاريــة وطـــــرف أحـــــدب
ودع الــربــاب بـثـغـرهــا الـمـسـتـعـذب
واحـــــذر أمــامـــة لا يـــغـــرك ودهــــــا
كــــــــم تــــالــــف بــــتــــودد وتــحـــبـــب
واقـصــد إلـــى روض الـعـلـوم وظـلــه
وتـمــل مـــن زهـــر الــربــى والــزرنــب
واقــطــف ثــمــار عـلــومــه وفـهــومــه
وانهـل مـن البـحـر العـبـاب الـزرغـب
فاصحـب وريـث هـدى النـبـوة بـرهـة
شـيـخ الطريـقـة أحـمــد بـــن الـطـيـب
الأزهـــــــــري الأشـــــعـــــري عـــقـــيــــدة
والـخــلــوتــي الــمــالــكــي الــمـــذهـــب
إنــــــي ســأمــدحــه لأقـــضـــي حـــقـــه
وأطــيــل مـدحـتــه فـأقــضــي مــأربـــي
شـهـد الخـلائـق أنـــه قـطــب الـــورى
بــتــواضــع جــــــم وحـــســــن تـــــــأدب
ســـهـــل الـعـشــيــرة بـــاســـم مـــتـــودد
لا لـــيـــس مـمـتـنــعــا ولا بـمــحــجــب
مـهــمــا قــصـــدت لــقـــاءه وحــبـــاءه
تـظـفـر بـــه وتــجــده عــنــد الـمـكـتـب
وإذا رأيـــت الـشـيـخ صـحـبــة مــاجــد
تـــجـــد الإمـــــــام يــفــوقـــه بــتــهـــذب
الــــرأي رأي أبــــي حـنـيـفـة أو زفـــــر
والــزهــد بــشــر والـتـقــى كمـحـاسـبـي
مـتـكـلــم كـالـسـيــف لــيـــس يـطـيـقــه
نــــد إذا مــــا هــــب مــثـــل الـهـبـهــب
كالصقر يهوي في الحجاج فخصمه
قــيـــد الـبــراثــن حــالــهــم كـــالأرنـــب
يـتـنـاثــرون عـــــن الـــــردى فـكـأنـمــا
لــيــث تــوثــب فــــي مــــراح الــربـــرب
ويـجـيــد إرخــــاء الـعـنــان لـخـصـمــه
وإذا يــكـــر فــــــذاك لــــــدغ الــعــقــرب
إن يـطــرق الـشـيــخ الإمــــام فـإنـهــا
إطـراقــة الـصــل المـخـيـف الـمـرعــب
نــافـــت فـضـائــلــه فــــــزاد تــواضــعــا
لا لـــيــــس مــغــتـــرا ولا بـالـمــعــجــب
زهــــد الـمـنـاصــب كـلــهــا وإذا غـــــدا
فـي منصـب منـهـا فـفـوق المنـصـب
يـتـعـاهــد الـمــحــروم بـالـحـسـنـى ولا
يـرضــى بـظـلـم للـمـهـيـض الـعـيـهـب
فــحـــل الـسـيـاســة حـنــكــة ودرايــــــة
لا رأيـــــــــه عــــبـــــث ولا بــمــعــثــلــب
كـم قـام فـي الخطـب الجليـل تخـالـه
ثهـلان ذي الهضبـات أو كالأخشـب
وإذا الـخـصــوم تـلاعــبــوا وتـخـابـثــوا
راغ الإمــــام لــهـــم كـــــروغ الـثـعـلــب
لا يــعــرف الـشـيــخ الـجـلـيـل تـمـلـقــا
لا لـلـغـريـب ولا فــتــى مــــن يــعـــرب
يـــأوي إلـيــه المـسـلـمـون كـأنـمــا الـ
إيـــمـــان يــــــأرز لـلـحـبـيـبـة يـــثــــرب
مــا أبـغـض الشـيـخ الجـلـيـل مـعـانـد
إلا وأصـــبــــح كـالـبـعــيــر الأجـــــــرب
والأزهــــر الـمـعـمــور عـــــاد بـعــهــده
حـصــنــا وشـــــع بــنـــوره كـالـكـوكــب
وتـــجـــددت فـــيـــه الأصـــالـــة كـــــــرة
مـــن بـعــد مسـغـبـة وعــهــد مــجــدب
حــفــظ الإلــــه لــنـــا الإمـــــام مــنـــارة
تـهـدي المغـيـب فــي ســواد الغيـهـب
هــو شـامـة العـصـر الحـديـث وغـــرة
فـــي جـبـهـة الـدنـيـا وعـنـقــا مــغــرب
منقول